الفكي الكمبيوتري

العولمة إجتاحت كافة المجالات .. ودخلت في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا .. إلاّ أننا لم نسمع بـ(فكي) طوّر من معداته ليلحق ركب التطور .. دعونا نسير في هذا الدرب .. ولنرى كيف سيدخل الفكي دائرة العولمة.

× في ذلك الزمان سيكون الفكي لديه جهاز كمبيوتر (لاب توب) مزود بتقنية الـ DSL للإتصال بالإنترنت، وإذا دخلت عليه إحداهن تريد أن (تفك عَمل) ، سيطلب بياناتها ويدخلها الكمبيوتر ويخرج لها البخرات بطابعة الليزر، وقد يقول لها:

- (عندنا بخرات نوعين واحدة غالية وواحدة رخيصة نديكي ياتا؟)!

تسأله الزبونة:

- (الفرق شنو بين الرخيصة والغالية؟)

- البخرات الغالية دي مطبوعة بي طابعة ليزر ملونة لاسلكية، والرخيصة بي طابعة عادية أسود وأبيض .. أصلو الألوان غالية .. وبعدين نوع الورق ذاتو بتحكم في السعر .. وأنا شايف أحسن تشيلي البخرات الملونة لأنو مفعولها سريع وكده!).

× قد تأتيه زبونة أخرى وتحكي له مشكلتها التي تتلخص في البورة التي ألمت بها، يفتح الفكي جهاز الكمبيوتر، وتداعب أصابعه لوحة المفاتيح ثم يلتفت ويقول لها:

- (عرق المحبة عندنا إنتهي .. ما في حل إلا نتصل على كبير الفكيكين في الهند عشان يرسلو لينا في طرد).

- (العِرق ده ح يصل متين يا شيخنا .. أصلو أنا متضايقة شديد ودايراك تخلص لي الموضوع ده سريع).

- (ممكن يصل بالبريد السريع .. لكن ح ندفعك فاتورة الترحيل).!

× لن يقتصر عمل الفكي الكمبيوتري على (فك البورة) فقط بل لديه مواهب أخرى في مجالات التكنولوجيا، يستطيع أن يعالج الكمبيوترات المصابة بالفيروس!! .. قد يأتيه زبوناً حاملاً كمبيوتره وتكون شكواه على هذا الطراز:

- (والله يا شيخنا كمبيوتري ده بقى يعلّق ، وبجيب رسائل غريبة وشغال على كيفو .. مرات يقفل براهو .. ومرات يشتغل براهو.. كدي شوفو لينا مالو؟!).

يجيبه الفكي بثقة:

- (جهازك ده علاجو عندنا .. هاك أحرق ليهو البخرات دي صباح مسا .. وانشاء الله ح يشتغل كويس)!..

× وهذه شكوى زبون آخر يقول:

- (أنا مشكلتي مع ناس المرور ديل .. كل ما يلقوني يقطعوني إيصال بالشيء الفلاني .. مرة لابس سفنجة .. ومرة ما خاتي الحزام .. والله غلبنا الحيلة .. كدي حل لينا المشكلة دي ).

سيستدركه الفكي قائلاً:

- ( دي مشكلة بسيطة .. أنا ح أديك بخرات أسطوانية ..)

ثم يمد يده ليتناول إسطوانة كمبيوتر ويمدها له مضيفاً:

- (هاك أمسك علّق الإسطوانة دي جوة الحافلة .. وتاني ناس المرور ديل ما بشوفوك ذاتو .. تجي ماشي فيهم ساي .. وبعدين دى اسطوانة أصلية ما منسوخة .. وأنا عازم فيها بي نفسي).

× هذه المرة أتت ربة منزل ومعها طفلها الصغير .. يسألها الفكي الكمبيوتري:

- (خير انشاء الله؟)

- (أصلو يا شيخنا ولدي ده خايفة عليهو من العين والحسد وأم الصبيان .. دايراك تعمل ليهو حجاب يعلّقو في رقبتو .. الناس دي بقت عينا حارة)

- (إنتي من زمن الحجابات .. ظهرت حاجات جديدة .. فلاشات .. ذواكر.. إمبيثريهات .. وشافعك ده انا ح أديهو ذاكرة موبايل خارجية يعلقها في رقبتو .. وأنا نسخت فيها بخرات العين كلها من الكمبيوتر .. وتاني بي بلوتوث ما يسحروهو ليك)!

يصمت قليلاً ثم يسألها:

- (دايرة ذاكرة سعة كبيرة وللا صغيرة)!

تجيب أم الولد:

- (أدينا واحد تكون قدر الشافع ده.. وما تنسى الزيادة)!