من الدراسات العجيبة التي يجيرها العلماء، دراسةٌ يحلّلون من خلالها شخصية الفرد من الأطعمة التي يُفضلها، ففي دراسة أجراها عدد من علماء النفس، ثبت أن هنالك علاقة وطيدة بين شخصية ابن آدم وبين ما يتناوله من أطعمة، ولكنهم للأسف عندما أجروا دراستهم هذه لم يضعوا لنا حساباً كبيراً، خصوصاً أنهم أجروها على (البيتزا) و(وجبة اللسان) و(قطع الدجاج المقلية)، وهذه الأشياء -حسب علمي- لا تتوفر كلها لدي العامة والبسطاء والمؤلفة معداتهم وعابري السبيل، ولست أدري لماذا لم يجروا دراسة لتحليل شخصية المواطن من خلال أكله للفول أو (البامية المفروكة) أو ما ألفناه من أكلات، عموماً إذا كنت تأكل البيتزا، وتستمتع بوجبة اللسان، أعتقد أن هذا الموضوع يهمك.!
البيتزا:
قالوا: إذا كنت تحب البيتزا، إذن أنت من النوعية التي تهتم بتكوين صداقات، وتحب المشاركة في الرحلات، مبذر بعض الشيء، اجتماعي، كما أنك تستمتع بالحفلات الساهرة وتسعي إليها، تنظر لكل الأمور نظرة وردية.!
قلنا: أما إذا كنت لا تحب البيتزا أو لم تسمع بها من أساسه، فـ أحب أن أخبرك بـ أنها عبارة عن (قُرّاصة)، اجتهد فيها الإيطاليون فـ حشوها ببعض المكونات مجهولة الهوية والنسب، ثم أطلقوا عليها هذا الاسم، وحتى أثبت لك أن هؤلاء العلماء مجموعة من المخرفين ليس إلاّ؛ فأنت يمكنك أن تُكون صداقات و أن تنظر للأمور نظرة وردية من خلال مواظبتك على الفول فقط.!
وجبة اللسان:
قالوا: أنت شخصية تحب تناول الطعام مع مجموعات، تعشق الحرية، بيتك مرتب ومنسق وكأنك تعيش في متحف صغير، لا تهتم بالناحية المادية أو الاستحواذ على الممتلكات.!
قلنا: أنا لا أفهم في التحليل النفسي كثيرا، ولكن بالفطرة فقط، أعتقد أن هؤلاء العلماء لم يحالفهم الصواب في حكاية اللسان هذه، وأعتقد أن الذي يحب أكل اللسان، لا يحب أن يتناول الطعام مع مجموعات، لأن اللسان من الأكلات التي لا تقبل القسمة إلاّ على واحد، اللهمُّ إلاّ إذا كان لسان فيل أو قرنتية، خصوصاً وأنهم تعوزهم الدقة، فهم لم يوضحوا أي لسان من الحيوانات بالضبط، وهل الذي يأكل لسان (الماعز الجبلي)، شخصيته تشبه الذي يأكل لسان (العجل السويسري)؟ أما الذي لم أستوعبه بتاتاً هو أن مُحب أكلة اللسان لا يهتم للأمور المادية والاستحواذ على الممتلكات، على الرغم من إنه يترك البهيمة كلها ويستحوذ على اللسان فقط، بدأت أشُكُّ أن هذه الدراسة قام بها مجموعة من الرقاع والأوغاد، وأنهم فكروا أن يتسلّوا بشيء ذات جوعة ألمّت بهم.!
الهامبورجر:
قالوا: حُبّ الهامبورجر يجعلك دائماً قادرا على اتخاذ القرارات الحكيمة، ولديك مقدرة على جمع شمل الأصدقاء وقضاء أوقات سعيدة، تتسم بالاستقامة في تعاملك مع الآخرين، وعادل في معاملاتك وأحكامك.!
قلنا: لديّ معلومة مؤكدة ولا تقبل الشك بأن (الهامبورجر) هو (البيرقر) بذات نفسه، وأذكر قبل ثلاث سنوات، أيام كنا في الجامعة، كان لدينا خياران: إما أن تكون وجبة الفطور من (البيرقر)، أو أن نذهب مجموعة لنأكل (فتة الفول) في مطعم قريب، وأعتقد أن اتخاذ القرار الحكيم هو (فتة الفول)، فهي الوحيدة القادرة على جمع شمل الأصدقاء وقضاء أوقات سعيدة حول (صحن البوش)، وعلى عكس دراسة هؤلاء المخابيل، أن أكل (فتة الفول) هي وحدها التي تجعلك تتّسم بالاستقامة في معاملتك مع الآخرين، لأنك تُرجع لهم الباقي في شكل زجاجات مشروب بارد في حالة وجود فائض في (الشيرنق)، وتجعلك عادلا في معاملاتك وأحكامك، لأنه مطلوب منك توزيع الزيت والجبنة بالتساوي في صحن الفتة حتى لا تظلم أحد.!
السجق:
قالوا: إذا كنت من عُشاق السجوك، فـ أنت شخصية مرحة، تحب ارتداء الجينز والـ (تي شيرت)، تتسم بأنك تقوم بعملك على أفضل وجه، دقيق في كل شئونك، مخلص ومحب للجميع.!
قلنا: سَردتُ جميع الاحتمالات التي أعرفها، ولم أجد علاقة تربط بين أكل السجق والقيام بالعمل على أفضل وجه، خصوصاً وأن تعريفي للسجق: أنه عبارة عن (داندرمة) من اللحم، تم حشوها في كيس لا أدري ممّ صُنع، ولست أدري لماذا ينتابني إحساسي داخلي غريب بأن من يُكثر من أكل السجوك لا يمكن أن يؤدي عمله على أكمل وجه، ولا أعرف إن كانت هذه حاسة سادسة أم إنه الإفراط في أكل البوش والطعمية، وحتى أفسد نظرية القوم أحب أن أنبّهك بأنك من الممكن أن تكون محباً للجميع حتى ولو كنت تأكل (التركين) مع شاي الصباح.!
قطع الدجاج المقلية:
قالوا: إذا كنت تهيم حباً في أكل الدجاج، فـ أنت شخصية تنتمي إلى الأسرة بصورة واضحة، تتمسك بالتقاليد القديمة، وهذا ما يميزك، أنت شخصية تسعى لأن تسير الحياة الأسرية في هدوء، تنبذ السرعة، تهتم بالاسترخاء وإعطاء الجانب الترفيهي في حياتك حقه.!
قلنا: هذه الفقرة لا يمكن التأكد منها تماماً إلاّ إذا صدقت التوقعات بأن الدجاج سيصبح طعام الفقراء في المستقبل، ويمكنني أن أضع تصوراً لتلك الأيام المتوقعة قريباً إن شاء الله، حينها سيدخل الدجاج في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا اليومية، إذا اشتريت كيس تسالي من الحاجّة، توقع أن تعطيك الزيادة دجاجة مُحَمّرة، وحتى في الدكاكين والبقالات إذا لم يجد سيد الدكان فكة معدنية توقع أن يقول لك: - يا شيخنا فكة مافي نديك جدادة!.
0 التعليقات:
إرسال تعليق