(1)
أتابع بعمق وتركيز صفحة (نادي المطلقات) التي تشرف عليها الأستاذة الزميلة المبدعة (فائقة يس) في صحيفة حكايات السودانية، فهي تكشف لنا –نحن الشباب- عالماً خفياً علينا، وعبرها عرفنا الكثير مما يدور خلف كواليس أعشاش الزوجية، وكيف أن البعض يبنى عش حياته الزوجية بمودة ورحمة وفي سنوات طوال، ثم يهدم ما بناه بكلمة ينطقها في لحظة غضب يدفع ثمنها الأبناء، عرفنا عبرها أن من الناس من يرمي يمين الطلاق لأسباب تكون منطقية ومقنعة جداً، حتى إنك عندما تقرأ قصته تقول في سرك: والله معاهو حق، وأن منهم من فقد القدرة على تحمل المسئولية، فصار يبحث عن أسباب ليرجع بها بنت الناس إلى بيت أبيها، التي كل ذنبها أنها ارتبطت بمثله.!
للطلاق أسباب كثيرة، منها المقنع ومنها غير المقنع بتاتاً، وأسباب الطلاق تشبه أسباب الموت، (تتعد الأسباب والموت واحد) و(تتعدد الأسباب والطلاق واحد)، حتى أنك إذا أردت أن تحصي أسباب الطلاق، ستقف عند المليون سبب ويكون أمامك الكثير، ولكن ما يحيرني أن البعض يطلّقون زوجاتهم لأسباب غريبة وغير منطقية بالمرة، ويطبقون عن جدارة ذلك المثل الذي يقول: (المتسبّل بتبكيهو الريشة)، ودونكم ذلك الذي أوردته الأستاذة فائقة في صفحتها أن رجلاً من أرض الحجاز طلق زوجته لأنها شاهدت برنامج تلفزيون به رجال في خلوة غير شرعية، ماذا يقال عن هذا سوى أنه (مُتسبّل) ساكت.!
(2)
سأحكي لك هنا عن مسببات عجيبة كانت سبباً في إنهاء حياة زوجية دامت لسنوات ليست بالقليلة، هل تصدق أن رجلاً من بني جلدتنا وليس من بلاد غريبة، طلق زوجته وأمّ عياله الأربعة لأنها عصرت معجون الأسنان من وسطه، وليس من الخلف كما هو متفقٌ عليه عالمياً!!.
هذا سيناريو صغير لما حصل، استيقظ الرجل قافلة معاهو من الصباح، رأى زوجته أمسكت بـ صباع المعجون من وسطه وعصرته، اندهش أولاً من ارتكابها هذه الجريمة الشنيعة في حق المعجون، ثم هتف بها:
- ده شنو يا ولية .. قالوا بعصروهو كده .. من هنا تمشي بيت أهلك طوالي .. طلقانة.!
كان مبرر الرجل بعد تدخل الأجاويد أن امرأة تعصر المعجون بهذه الطريقة؛ يدل هذا على أنها لا تقدس الحياة الزوجية ولا يمكن الاعتماد عليها في وقت الشدائد والمحن.!
طبعاً لا علاقة بين هذا وذاك .. لكن تقول شنو، الظاهر غلبتو العيشة وعمل المعجون سبب!.
وقد سمعت قصة طلاق أخرى لا أعلم حقيقية هي أم من بنات أفكار الراوي، مفادها أن رجلاً أطلق سراح زوجته لأنها (تسوط) الشاي في الكباية بصوت مسموع، ويزعجه كثيراً أن يسمع صوت الملعقة يُدوي في الكباية (كلنك .. كلنك)، والأطرف أنه تزوج بأخرى وكان يقف لها متصنتاً بالمرصاد بقرب باب المطبخ ليقبضها بالثابتة أثناء تحريكها للشاي، ولكنها خيبت ظنه، إذ لم يسمع أي شيء، وهو يرتشف الشاي سألها بماذا (ساطت) هذا الشاي (الصاموتي)؟ فأجابته أنها (ساطته) باصبعها!!.
(3)
هناك بعض المتزوجين يكونوا قد وصلوا لمرحلة قريبة من النهاية، ويتفجر الوضع بكلمة هذا ونصف جملة من ذاك وقد تتطور لتصل لمناقرة يتبعها رمي اليمين، أو يكون الزوج يبيّت نية الطلاق وينتظر سبباً بسيطاً لإخراج الكرت الأحمر لزوجته وإخراجها من تشكيلة حياته، وهنا تحضرني حكاية ذلك الذي طلق زوجته الجميلة بعد شهر العسل مباشرة، وهو الذي صرف في زواجها مبالغاً طائلة وأقام لها مناسبة لا مثيل لها، طلقها لأنه سمع أحد أهلها المقربين يطلق على النملة لفظ (شحموطة)، وهذا هو الاسم المتداول للنمل في كثير من الأرياف والأمصار، وتبريره لهذا الطلاق أنه انخدع في زوجته، لأن أهلها متخلفين ساكت ولا يعرفون حتى الاسم المعروف للنمل!!
فهذا الرجل يبالغ بحق، فالنمل لديه أسماء أخرى غير (الشحموط) ، فهو اسمه (الجمتّي) ، وهناك نملة أخرى سريعة الحركة تسمى (الشنينة)، وأذكر أن حبوبتنا زمان عندما ينادون أحد (الشفع) بـ تعال ياولد، فيجيب (قلتي شنو؟) فترد عليه : (الشنينة أم قرينات .. هاك جيب بصل)! ولكن ليس من المألوف ولا المتوقع أن أحد الأسماء البلدية للنمل يكون من مبررات الطلاق.!
(4)
اعتقد أن موسوعة جينيس للأرقام القياسية إذا وصلتنا هنا ستسجل أسباباً غريبة لحالات طلاق أغرب كان يظلمها الإعلام فقط، مثلاً قد تورد أن رجلا طلق زوجته لأنه صادفه قرن شطة (ماكن) في صحن العدس فـ قرشه على حين غرة، فراح رامياً الطلاق على زوجته المسكينة التي نسيت أن زوجها لا يحب (الشطوط) لأن (المصران قايم عليهو) هذه الأيام، وبعد الطلاق فتح فيها بلاغاً في قسم الشرطة وأتهمها بأنها تسعى لتقصير أجله والتخلص منه!
أو أن أحدهم طلق زوجته طلاقاً بـ بينونة كبرى لأنه في ذلك اليوم وجد أن فردة الشراب اليمين موجودة في الجزمة الشمال، وقد يدخل الموسوعة كذلك أولئك الذين يطلقون زوجاتهم بلا سبب! وقد يسألوه لماذا طلقت هذه الفتاة أيها الرجل؟ فيجيبهم بـ لامبالاة وهو يداعب أسنانه بعود كبريت:
- والله ياخي طلقتها ساكت!.
أخشى أن يأتي زمان يرتفع فيه مستوى السِبلة وتلقي الحجج، فـ يدخل الزوج بيته (زهجاناً) ، وما إن يرى زوجته حتى يحدر فيها بعينيه لمدة ربع ساعة ثم يقول لها:
- والله الليلة برة في كتاحة شديدة خلاص.. كلو منّك .. إنتي طلقانة.!
0 التعليقات:
إرسال تعليق