الأحد، 10 يناير 2010

إنتو الزهج الشديد ما شفتو فيهو الحبّةّ

(1)

كنتُ قد بدأتُ موضوعاً عن )الزهج( في الجمعة السابقة، لكن حالت دونه المنوعات، أرى أن ميعاده قد حان، على الرغم من أنني الآن لست زهجاناً ومبسوط على الآخر، عقبالكم، لكن قد نتفق في أن الكل يأتي عليه يوم يكون فيه مصاباً بداء (الزهجة)، حيث أنه توجد الكثير من التفاصيل التي تسبب الزهج، وحينها قد تبحث في كل ملذات وترفيهات الحياة الدنيا، ولا تجد منها ما يفك زهجتك، تزهج من التلفزيون، ومن البيت، ومن العمل، ومن العطالة والفلس، ,ومن المرة، ومن الأولاد، ومن عدم الموضوع، ومن كل شيء، ومرات تزهج من نفسك ذاتها، وهنالك دراسة غريبة تقول أن الرجال لديهم أيام معينة في الشهر يزهجون فيها بلا سبب، وهي تعادل شيئاً ما لدى النساء، اللهم أجعله خيراً.!

(2)

سأحدثكم عن صديقي الملقب نفسه بـ (الزهجان)، وهو صحافي محنّك، تعرفتُ عليه عبر الإنترنت، وهو الذي قال في الزهج ما لم يقله مالك في الخمر، لا تستغرب من لقب (الزهجان)، ففي منتديات الإنترنت عادة لا يكتب العضو اسمه الحقيقي، وقد تجده يُسمي نفسه بألقاب غريبة مثل (عجاج البحر)، (المخلوع)، وغيره.!

كنا نحن مجموعة من الزهجانين نريد أن نفضفض عن زهجنا قليلاً، فـ افتتحنا ديواناً يسمى بـ(ديوان الزهجان)، وفتحنا بابه لينفّس كل منا عن زهجه بالشعر فقط، أو بـ المسادير على وجه أخص، كلهم من الشعراء ما عداي، ينشدون شعراً تفوح منه رائحة سهول البطانة، ونكهة طين البطاحين، أما أنا فـ كنت بقطع من راسي ساكت، وكانت بيننا مجادعات من المسادير عن الزهج، وكانت دائماً ما يفتتحها (الزهجان) بنفسه، وفي ذلك اليوم وجدناه قد كتب:

زهجانين وننعل في نعالنا مما قُمنا
وفي فك الزهج ما لقينا زول يخدمنا
نفكّها بالكِتابة الليها حُمنا وبِعْنا
والزارعنا غير الله الـ يجي يقلّعنا

ألم أقل لكم أنه زهجان بالفطرة .. وفي هذه الفقرة يدخل العبد لله، وكما قلت لكم لست بشاعر وإن كنت أتمنى، كتبت تحت سطوره:

من الزهج يا أخوانا دائماً ملان شوالي
زهجني الزهج حطّم معاهو آمالي
دوام ينزل معاي ويطلع معايا العالي
زهجاً بي تروسو كمّل جميع اقوالي
وهنا يتدخل (فاروق) وهو أيضاً من ضمن شلة الزهجانين .. ويسطر هذه الأبيات:

إنتو الزهج الشديد ما شفتو فيهو الحبّةّ
قدامي ماشي وبي وراي يـدْبّ
فوق الراس ينطط جواه عامل ربّة

جوطه ولخمه يوت دايماً عليّ منكبة
***

عازم الزهج سندالة ومعاهو القرف مرزبّةّ
بيهو المخيخ اتستّف وأتملى واتعباّ
يا الزهجان تعال من زهجي شيل لك حبـةّ
ادي معاك أسامة فُقراً تقسمو الحبـةّ

وهنا تدخل الزهجان بنفسه ليرد علي (فاروق):

مرحب بي الزهج إن كان كِبـرْ وإترَباّ
أصلو أنا في الورود رييّ تب ما غـباّ
حتى الصغير الجاهل الـ لا كبر لا اترباّ

تلقاهو قافلة معاهو زهجان هو مما شـباّ
بعدها أنشد وداعة وهو يستغرب من زهجنا قائلاً:

اهل الدار سلام والله جيتكم غاشي
ما قطّاع رزق داركم تكرم الماشي
عِلّ شنو الزهج يا اخوانا فيكم طاشي
بي هادا الحصل بتشوفو هسه طناشي
****
بندور الغنا ودلوكا صقرها خاوي
عكازا كبير وعجاجة بوخو يلاوي
فيها السمحة ترقص زي جريو الحاوي
والزهجان ركز بي صوتو لينا يكاوي

كانت لدي هنا بعض المداخلات هنا، ولكن لـ نعطي الفرصة للمعلمين الكبار، لأنه هنا رد (فاروق) على (وداعة) ليخبره اليقين بسبب الزهج:

حباب الراسي أسد القوافي وداعة
قولتك عديلة وبس علينا سماعا
ياكا الكبير سيد الكلام والطاعة
الناس دي بتحب ساكت وساوية الزهج شماعة

(وداعة) يرد على ( فاروق):

حباب فاروق اخويا دخري الحوبة
يا ود الرجال اهل المسيد والنوبة
الحب ما كعب والزهجة ماها عقوبة
ما بتحتاج فهم ومعاهو قلبة هوبة

ثم يستطرد وداعة:

كل الناس نيام وانا والسهر نتحجىّ
فارقت النعاس فرق التعيس لي الحجة
لي متين الزهج عاقد علي انا لجةّ؟
طار عقلي بـ وراهو و جنوني اتلجّا

****

حار بينا الدليل زهجان ارح نتسجىّ
نُم دوبيلنا قول مِْسختْ علينا الفِجة
من رمش البقت عينا بتضوي الفَجة
من برق السحاب برقو وضرب في الفجة

رد عليه الزهجان وهو يعبّر عن زهجه بعمق:

من زهجا ً عليّ قربت أضرب اللجّيِ
قطّعْ في اللحم من غير خدر أو بنج ِ
من رمش البقت، زي سلاح الجندي
تطلق في الرصاص شقيش ووين ما يودي

يواصل الزهجان:

الزهج الكرب حلق الرجال مو ساهل
يجري وكت يجب ومرات إكون متماهل
أكربو النص عِمم وأسرولنا ليلا ً كامل
لي بلد أم سماح ست الصغير والكاهل

يختتم وداعة:

حاشاك الزهج واسمك زهج كاتبنّو
مدّك في الكرم كاسر تقول دافقنو
يا اب ايدا متل عين المزرقن جنّو
كم داويت نصيح ونصحتا فينا الجنّو.


0 التعليقات:

إرسال تعليق