الخميس، 7 يناير 2010

بشرى للموظفين: مع المرتب: بدل مدافرة.. بدل صلعة .. بدل مديدة..!!

(1)

أصعب امتحان في هذه الدنيا هو تقسيم مرتب موظف ليصل منتصف الشهر، فـ من عجائب الدنيا أن أي مرتب لا يقبل القسمة على ثلاثين يوماً..!! إذا اجتمع (فيثاغورس) و(إنشتاين) ليمطّوا راتب موظف ما، سيصعب الأمر عليهم، وسيتركوه ليتجهوا إلى حساب سرعة الكواكب والأجرام فـ هي أسهل، قد يكفي المرتب كل الشهر، ولكن بـ شرط: أن يفطر بـ (كيس تسالي)، ويتغدى هو وأسرته بـ (فول مدمس)، على أن يكون العشاء ببعض (حبات اللالوب) الأصلي وارد الأُبيض، هذا بالطبع لا تدخل فيه مصاريف مدارس الأبناء والبنات وفاتورة الكهرباء، والمياه، والغاز، .. وهلم جرا من متطلبات الحياة التي لا تفنى وتستحدث أسعارها من عدمٍ كل يوم.! وإذا سألت الموظف مرة أخرى: كيف يتم بقية أيام الشهر؛ ستكن الإجابة: (الله كريم)، وهذا الجواب -غالباً- تتغطى تحته (الديون) التي يتم حلها بـ ديون أخرى أتت عن طريق قرض ما!!

(2)

من الغريب في أمور المرتبات، تجد الراتب الأساسي ضعيفاً، ولكن يتم دعمه وزيادة وزنه عن طريق ما يسمى بـ (البدلات والعلاوات والمخصصات..وغيرها )، وأكثر ما يحيرّ في ذلك أنها في كثير من الأحيان أعلي من الراتب الأصلي ..!! وهذه محمدة، ولكنها تشبه شخصاً اشترى نص كيلو عجالي، فأعطاه الجزار عجلاً كـ زيادة، فلولا البدلات التي تأتي مع المرتب الأساسي لأكل الموظف نيماً.

ما يزاد للمرتب عادة ما يكون بدل لبس، بدل ترحيل، بدل وجبة، بدل إجازة، بديل نقدي .. بعد هذه الإضافات يصبح الراتب سميناً بعض الشيء، ولكن الأسعار أسمن وأوفر صحة، فالتجار دوماً يدورون مع عقارب المرتبات وعكس عقارب الموظفين، فـ ما إن يسمعوا بخبر زيادة في الرواتب حتى تجد أن أسعار السلع ارتفعت تصاعدياً للأعلى، حتى صار بعض الموظفين لا يحبذون كثيراً زيادة الرواتب التي سوف تتبعها زيادة أسعار السلع.

(3)

الموظف عادة ما يعاني من صعوبات كثيرة في الحياة بسبب راتبه الذي صار من المستحيل مد رحلته لليوم الخامس عشر في الشهر، لذا تجده متورطاً في الديون حتى نخاعه ، (يزرزره) سيد اللبن ، و(يزنقه) الجزار، ويحدقه سيد الدكان بنظرات من طراز (ديونك كترت يا استاذ)، فهو يحتاج الي بدلات أخرى لمواجهة الكثير من الشدائد والمحن فنحن هنا نقترح أن يُعطى بدلات من هذا النوع:

(4)

× بدل مدافرة:

لابد أن يعطي الموظف هذا البديل، لأن رحلة العودة من وإلى العمل أصعب من الهجرة الي الحبشة، والفوز بمقعد خال في حافلة؛ يشبه الفوز بمقعد دائم في مجلس الأمن، فلابد أن يجيد الموظف أكثر من رياضة كي لا يتأخر عن مواعيد عمله، فهو يحتاج أن يتقن سباق المائة متر بـ حواجز ليلحق بـ الحافلة، ثم إلي بعض المهارات في الجمباز والأكروبات، (ليتشعلق) على بابها الذي يتزاحم عليه نصف دستة من البشر، ولابد أن يتقن بعض الكاراتيه والمصارعة الحرة، لحجز مقعده الذي عادة ما يكون (مقعد نص)، يجعل كل مشواره محصوراً ما بين تطبيق المعقد الذي كان يجلس عليه وفك الذي يليه، وعندما يصل إلى الكنبة الأخيرة يجد أن محطته قد أتت ويعيد نفس الشريط مع موظف آخر، أتمنى أن يجلس أي موظف، بل أي مواطن، ويمسك بـ ورقة وقلم ليضرّب كم من الزمن يستهلكه في المواصلات، ويضرب ذلك كله في شهر، ثم في سنة، صدقني ستذهلك النتيجة، وهذه لا يسلم منها أصحاب العربات الخاصة الذي يضيعون الكثير من سينين حياتهم في النظر لمؤخرة السيارات التي تقف أمامهم تنتظر إضاءة الإشارة الخضراء.!

(5)

× بدل زهج:

الزهج يبدأ مع الموظف قبيل خروجه من المنزل حيث يحاصره أطفاله مطالبين بحق الفطور وقروش درس العصر ورسوم المديرة التي فرضتها على مجلس الآباء ..يخرج الشارع (قافلة معاهو) لينتظر الحافلة التي تأتي (مقفلة)، وإذا ركب يطالعه كمساري أكثر زهجاً، وبعد أن يصل إلى العمل يجد أمامه أكوام من باقي عمل أمس، وبـ بقية زهجته هذه يفرغها في أول مواطن يقف أمامه، ينتهي من عمله ليخرج إلى شمس حرّها يجعلك تشم رائحة شواء شعرك، يعود للمنزل لتواجهه مطالبات أخرى، يصبح عليه الصباح يحاصره الأطفال مطالبين بحق الفطور و … وهذه هي دائرة الزهج التي تحيط بمعظم الموظفين، أفلا يستحقون (بدل زهج)؟!

(6)

× بدل بعوض:

وهذا البدل من المفترض أن يعطى لكل مواطن ولو لم يكن موظفاً، فهذه الحشرة التي تستمتع بإدخال إبرتها في جلودنا لها لسعة مؤلمة، وكأنها أكلت قرن شطة وأتتك للتو، بدل البعوض نفسه يحتاج لبدل ملاريا لأن البعوضة لا تحقننا بفايتمين (د) وإنما بطفيليات تجعلك طريح الفراش لأسابيع.!

(7)

× بدل غُبار:

عادة ما يعطى الموظف بدل لبس، ولا يشتري به الملابس في أغلب الأحيان، ولكن ما يلبسه يتعرض للعوامل الجوية مثل (الكتاتيح) و(الأغبرة)، وهذه تكلفه غسيلاً وكياً، وما سبق ليس مجاناً، لذلك فلابد من إعطاءه بدل (الغُبار).!

(8)

× بدل سخانة:

الجو عندنا ليس أوروبياً كما تعلمون، فعند خروج الموظفين من مكاتبهم، تكون الشمس قد تعامدت على خط استواء الرؤوس، تجد العرق قد سال مدرارا، وهذا من مسببات فقدان السوائل لدى الموظف، لذلك (بدل السخانة) نفسه يحتاج لدعمه بـ (بدل عصير) أو (بدل مديدة) للتعويض، وبعد دخوله الحافلة تضاف الي السخانة والعرق (كتمة)، عندما تشفط نسمة هواء تجد قد تنفسها قبلك العشرات.!

(9)

× بدل صلعة:

الوظيفة واحدة من مسببات (متلازمة لمعان الرؤوس)، فـ معظم الموظفين ينعمون بصلع مترامية الأطراف تعكس أشعة شمس الظهيرة وتسبب (الإنجهار) للمواطنين، وأعتقد أن سبب انتشار الصلع بينهم هو الحسابات والتضريبات، وأحياناً يساهم هو نفسه في (تمعيطها) بنتف شعرة بين فينة وأخرى بسبب زهجه المستمر.!

0 التعليقات:

إرسال تعليق