المُجرّب عادةً هو من يُبدي الرأي ويتبرع بالنصح والمشورة، ولكن غير المجرب أحياناً يفعل، وتكون النتيجة إما مبهرة جداً أو كارثة للغاية، إذاً هل سبق لك أن سمعت نصيحة غير مجرّب، قد يكون وقد لا، ولكن أسمعها الآن، إنها نصيحة للمتزوجين حديثاً، وهي للزوج بالذات، وهي عبارة قصيرة وهي:
- ( أن يطولّ باله بقدر الإمكان).!
بل لأقصى مدى، لأنه سيواجه في حياته الجديدة مواقف تتطلب الصبر الجميل، فـ الكثير من الزيجات الجديدة تتأزم بسبب عدم الصبر، ما سأقوله لك قد تمُرّ به، وقد لا تمُر، إذا كان أو لم يكن، فأنت لا تخسر شيئاً فقط تابع معي حتى النهاية.!
(2)
سأنقل لك سيناريو يحدث كثيراً للمتزوجين حديثاً، ولكن ليس بالضرورة، بعد الزواج بأقل من سنة سينتظر الزوج قدوم مولود على أحرّ من الجمر، ويتوقع هذه البشارة مُتلهفاً، وهو المسكين لا يدرى أن قدوم مولود يعني أنه سينزل عدة طوابق من عرش قلب زوجته، فاسحاً المجال للأولاد لبقية العمر، ولكن هذا أمرٌ لابد منه.!
في بداية حياتك الزوجية ستكون الملك المتوج على قلب زوجتك، ولكن تبدأ المتاعب بظهور هذا الطفل، حينها ستصرخ بنت الناس كل عشرة دقائق:
- قوم أعمل شاي!
- أمشي السوق أنا عايزة (برقوق) يكون نص استواء.!
وقد تطلب معه (لبن طير) خالي من الدسم، وما عليك سوى الصبر الوفير.!
كل الرجال يتظاهرون بأنهم لا يدخلون المطبخ، ولكنهم تحت.. تحت يفعلون، وأنت من المؤكد ستفعل، ستعد الشاي بسرعة وعندما تحاول دخول الغرفة تصرخ فيك:
- خليك برّة … أفففف .. ريحتك بصل .. بصل.!!
وبعدها ستكون مُمِلاًّ ومهملاً تماماً، ولا حل أمامك سوى أن تلوك الصبر، وتمد حبل المهلة بقدر الإمكان، وأطمئن، فهذا الوضع سيتغير بعد ثلاثين سنة فقط كما أخبرني جدي عليه رحمة الله.!
(3)
بعد أن يخرج الطفل إلى الحياة الدنيا، ستقضي ليالٍ طويلة وأنت تنام في البرندة أو الصالون، لأن المحروس ابنك نومه خفيف، وقد تزعجه بشخيرك العالي، وأبشّرك بأن هذا الوضع لا يدوم أكثر من سنة ونصف.! وفي هذه الفترة من الأفضل أن تتنازل عن أي مطالبات مستعجلة في البيت حتى لا تسمع كلمات من نوع:
- أصبر .. مالك شفقان كده .. أنا مساهرة طول الليل بي ولدك البكاي ده.!
بعدها ستكتشف أن لديك موهبة مدفونة في الطبخ، نعم أدخل المطبخ، وتنازل عن فكرة أن الرجل لا يدخل المطبخ، ممكن تدخل بـ (الدس)، حتى لا تراك جارتكم وانت تسوط في حلة العدس فتكشف حالك في الحي، وستكتشف كذلك أنك امتلكت مهارات فنية عالية، وتستطيع أن تكوي أربعة بناطلين وقميصين في عشرة دقائق لا غير.!
بعد أن يصل الطفل مرحلة التمييز والإدراك، أحياناً قد تتركه لك الزوجة لترعاه، وتذهب هي لأحد المشاوير غير المهمة، ومرات يكون الولد (غتيت)، يبكي بلا سبب ولا يأكل من يدك بتاتاً، وإذا رفض أن يأكل، وحتى لا تتهمك الزوجة بأنك خائب ولا يمكنك حتى إطعام الطفل، أغلق عليك باب الغرفة تحوطاً، وأنتهز هذه الفرصة لتشكر شركة (سيريلاك) على منتجهم الجديد (سيريلاك تفاح).!
(4)
ستدخل في دوامة أخرى وهي تلبية طلبات البيت، وهذه تحتاج إلى الصبر الوفير، ستكتب لك زوجتك الطلبات في ورقة صغيرة، وقد تتعمد بعثرة المحتويات في الورقة بقدر المستطاع، حتى تعطيك الانطباع بأن هذا كل ما تريده، فإذا احتاجت لسبعة أصناف من البقالة، ستكتب لك ثلاثة، والبقية توزعها لك بين محتويات الخضار والبقوليات، وستكتشف هذا الأمر عندما تصل إلى الجزار، وتضطر للعودة للبقالة مرة أخرى، وعند العودة للبيت، قد تدخل يدها في كيس ما دون أن تنظر محتوياته، وتمسك بأول ليمونة ضاربة وتحدق فيها كـ صائغ يفحص خاتم مغشوش، وتصرخ فيك وهي تبعثر بقية الكيس، وتبدأ في فرز محتوياته واحدة .. واحدة وهي تصرخ في وجهك:
- البامبي ده ما لو أغبش كده؟
- البامية دي فرك .. أنا قلت ليك جيبها ملاح!
ولك ذات النصيحة، ما عليك سوى الصبر.!
(5)
من أكبر المصائب التي تقع على رأس الأزواج الحديثين منهم والقدماء هي افتتاح محل ملابس جديد، أو محل قديم يعلن عن تخفيضات جديدة، أفترض أنك ذهبت مع زوجتك إلى هذا المحل لشراء (توب)، أولاً ستعطيك الطفل الصغير لتحمله، مع ملاحظة أنه لا يبكي إلاّ عندما تحمله أنت، وبعدها ستقف هي أمام أول مجموعة معروضة من (التياب)، قد تقف ربع ساعة وهي تحدق فيها فقط، ثم تمسك بأول (توب) وتقلّبه ذات اليمين وذات الشمال، ثم ترفعه للأعلى نحو اليمين بأقصى ما تستطيع، وتقربه نحو الإضاءة، ثم تعيده لوضعه الأصلي، وكل هذا لا يستغرق سوى نصف ساعة، ثم تتركه وتبدأ ذات الإجراءات مع توب آخر، وقد تسألك من باب تصبيرك فقط:
- التوب ده أحسن .. وللا أحسن الكحلي؟
- ده أحسن؟
- لا .. لا .. أحسن أشيل اللون التركوازي بي البصلي .. حـ يمشي مع الفستان الفوشي.!
بما أنك تريد الخلاص ستقول لها وأنت تربت على الصغير الذي نام علي كتفك:
- شيلي أي واحد وخلصينا!
وأذكرك مرة أخرى أن الصبر جميل.!
(6)
قال الرجل لـ زوجته:
- من المفترض يكون في البيت ده حبة رومانسية!
ذهبت الزوجة لـ أمها وسألتها:
- يعني شنو رومانسية؟
الأم:- والله ما عارفة .. لكن للضمان أعملي في الغداء جدادة مسبكة بـ الرز!
0 التعليقات:
إرسال تعليق