السبت، 16 يناير 2010

فرنسا تفرض ضرائب باهظة على (العناقريب السودانية)

سويسرا تطالب الحكومة السودانية بخفض أسعار العرديب.!!

(1)

أحياناً كثيرة أجلس مع نفسي وأبدأ في سرد حالنا الأغبش الأسحم المنعكس إلى أسفل والمغلوب على أمره ستة/صفر، كرتنا السودانية مستقبلها أسود من قلب الكافر، شبابنا أحجم عن الزواج بسبب الفلس، وهم ذاتهم صار مستقبلهم أسود من قلوب كفار قريش مجتمعين، ارتفعت سن العنوسة إلى 35 عاماً، لا توجد وظائف شاغرة تكفي أرتال الخريجين، الذين منهم من دخل السوق ومنهم من ينتظر.!

ثم أبدأ في تخيّل كيف سيكون الحال لو كنّا أفضل مما نحن عليه الآن؟.. ولست أدري لماذا يرفض البعض الخيال؟.. ويصّر أن يقفل أحلامه في صندوق الواقع فقط، فالخيال يحمل في داخله بعض الأمل، ويعطي النفس بصيص من نور في تصوّر حال أفضل، فـ الكل مرتبط بالواقع ارتباطاً يكبّله عن تصوّر المستقبل ولو ليوم فقط.!

وإذا لاحظت ستجد أن الشخص الذي يأتي بفكرة غريبة عن الواقع يطلقون عليه أنه (زول خيالي)، وأنه لا يعيش واقعه، وبعض آخر يعتقد أن الخيال عيب كبير في تركيبة الفرد، في حين أن الخيال كان ولا يزال هو الطريق المُمَهد للوصول لواقع أفضل، الكهرباء كانت خيالاً، التلفزيون، التلفون، السفر إلى الفضاء، كل المخترعات في يوم من الأيام كانت خيالاً، ولكن من اخترعوها وتوصّلوا إليها لم يكونوا يغلقون أنفسهم في الواقع فقط، لم تكن السماء فوقهم بهذا الانخفاض الذي نعيشه اليوم، كانوا يطلقون لخيالهم كل حرّيته ليتخيلوا ما أرادوا، البعض كان يسخر منهم ويصفهم بالسذاجة، بعض آخر كان ينعتهم بـ العته، ولكن على مرّ العصور ثبت أن الخياليين هم من جعلوا عالمنا اليوم أفضل مما كان عليه، هم من اخترعوا لنا كل ما نستعمله من تقنيات، وأنه لولا خيالهم لما كنّا نستمتع بما صنعوه من حصاد خيالهم، هُم كان خيالهم يقودهم لإيجاد شيء جديد، أما نحن.. فخيالنا، نتمنى فقط أن يزرع في نفوسنا الأمل لمستقبل جميل.!

(2)

لكن اليوم دعونا نخرج من الواقع قليلاً، وهذه دعوة لكي تكون خيالياً بعض الشيء، دعونا نتخلىّ عن المنطقية ولو ليوم واحد، ونسبح في فضاء الخيال الواسع العريض، أن نطلق لتصورّاتنا العنان، ونتركها ترفرف في سماء اللامعقول، واقترح أن نبدأ بـ (كرة القدم)، ما رأيكم لو تخيّلنا بعد عدد مفتوح من السنوات –متروك لخيال القارئ الكريم- أن فريق (حلة أم بعتوت) هزم الأرسنال خمسة/2 في إستاد (أم بعتوت) العالمي، وذلك في مباراة ودّية لتعزيز الصلات بين الفريقين، وأن الأرسنال بعد المباراة أبدى رغبة جادة في تسجيل اللاعب (مُدّثر شلوت) في خانة رأس الحربة، وتسجيل (حسن سافوتة) في خانة الباك الشمال، والجهاز الفني لفريق (حلة أم بعتوت) يدرس الأمر، والصحف العالمية تتوقع أن يرفض العرض.!!

تخيّل معي فقط أن الصحف الرياضية عندنا صارت مانشيتاتها البارزة تحمل أخبارا مثل: (هلال الفشاشوية) يهزم ريال مدريد عشرة/2، (مريخ حلة أم عكاز) شمال غرب كوستي يكبّد (أستون فيلا) هزيمة ساحقة بفوزه تسعة/1.!!

ومن جانب آخر سجّل فريق (برشلونة) لاعب وسط منتخب (حلة فطسوها أولاد حمد) المشهور بـ(حمدان أبو تِفّة)، ويعقد عليه الآمال في تصدر الدوري الأسباني هذا الموسم.!!

الخيال جميل يا عزيزي القارئ وليس معناه أن الشخص الخيالي يتهرب من الواقع ويعيش في دنيا حالمة تخصه هو وحده، فمن الممكن أن تكون واقعيّاً جداً، وتعيش وتلتحم في واقعك بالطول والعرض، ومع ذلك أن تكون متسع الأفق، لا يحدّ خيالك حد، أن تكون واقعياً هذا شيء رائع، ولكن ليس معنى هذا أن تحجم خيالك عن التصوّر وتجعله يلف في مدار واقعك فقط.!

والآن ما رأيك أن نتقدم قليلاً ونتخيل وضع كرة القدم عندنا بعد خمسين عاماً، وأن الفريق القومي يفوز بكأس العالم للمرة الثامنة على التوالي، وكابتن المنتخب (عوض شطة) يصف الأمر بأنه مُمل.!!

(3)

لنر ماذا عن الاقتصاد، الآن السودان صار من الدول العسكرية والصناعية الكبرى، وأننا في الصحف السياسية صرنا نسمع أن روسيا تكمل آخر قسط من صفقة الأقمار الصناعية السودانية التي اشترتها العام الماضي، والولايات المتحدة الأمريكية تستورد من السودان عدد من الصواريخ عابرة للمجرات من طراز (الجاتك في مالك سامحتك)، وأمريكا تطالب بمهلة للسداد.!

ألمانيا توقف صناعة السيارات المرسيدس، بسبب إغراق السوق بالسيارات السودانية من ماركة (ماشة معاك باسطة).!

تم افتتاح كوبري البحر الأحمر الرابط بين جدة/ بور تسودان، والسلطات تتخوف من الهجرة العكسية.! البلاد تقفل ملف تشغيل الخريجين وتحتفل بتوظيف آخر عاطل في البلاد.!

من جانب آخر.. سويسرا تستورد خمسة آلاف طن من (بودرة الويكة الأصلية)، وتطالب الحكومية السودانية بخفض أسعار (العرديب).!

السلطات السودانية تحبط محاولة تسلل مهاجرين من فنلندا تسللوا عبر الحدود، وبالأمس تم ترحيل عشرة آلاف لاجئ سويدي كانوا يعسكرون في منطقة (الفشقة).. أثر الحرب الأهلية في السويد.!

البلاد تحتفل بتحويل مقر الأمم المتحدة من أمريكا إلى منطقة الفتيحاب، ومحكمة العدل الدولية تطالب الحكومة السودانية بتحويل مقرّها من (الفكي هاشم) إلى (الحاج يوسف الردمية)، فرنسا تفرض ضرائب باهظة على (العناقريب السودانية).. والسودان يستخدم حق الفيتو.!

(4)

فكرة المقال مأخوذة من رسالة عبر الإيميل مجهولة المؤلف بعنوان (السودان عام 2050م) أرسلها أحد الأصدقاء ورد فيها أن:

- السودان يلوح بفرض عقوبات على بريطانيا، إن لم تتخذ الأخيرة إجراءات جادة في شأن النزاع القائم في غرب أوربا.!

- الخرطوم ترسل تعزيزات أمنية لمنطقة شمال المسيسبي، والناقلة الحربية (اللعوتة) تصل المياه الإقليمية في البحر المتوسط لوقف حمام الدم بإيطاليا.!

- انهيار لناطحة سحاب بشرقي مدينة (حجر الطير) تؤدي بحياة المئات.!

- مجلس بلـدية (الـشقلــة عوج الدرب) يمنـع استيراد أي ثلاجـة أو بوتوجـاز لا يمكن توصيلهـا بالإنتـرنت.!

- السودان يحث دول الخليج على الوفاء بسداد ما عليها من ديون مستحقة له .!

- فوز الفلم السوداني (السخلة الزرقاء) في مهرجان كان السينمائي!.

- سقوط القمر التجسسي السوداني في البحر الأبيض المتوسط، والخرطوم تنفي امتلاكها له.!

0 التعليقات:

إرسال تعليق