الخميس، 7 يناير 2010

ذكريات مدرسية

في المرحلة الثانوية والجامعية في أوقات فراغنا كنا نقطع بعض الشعر من رأسنا ونسميه (الشعر المستريح)، وهو نوع من الشعر لا يخضع لأي قواعد لغوية،وهو أساساً كلام خارم بارم، أحياناً به قافية وقد لا تكون، وهو أقرب الي الحلمنتيش، وعادة ما يبدأ البيت الأول أحد الزملاء، وكل واحد يضيف من عنده بيتاً حسب القافية، مثل أن يقول أحدهم:

أقلامنا بشكلها العجيب .. مبرية طويلة

ويضيف إليه آخر

نكتب بها الدروس … ونأكل البليلة

ويضيف إليه آخر

أنظر الي الحمار .. يأكل النجيلة

وبعدها ينفجر الجميع ضاحكون من هذا الكلام الذي لن تجد بينه رابطاً ما حييت، ولا نكتفي بهذا القدر، فبما أن مسافة السكة طويلة، كانت الأبيات تتداعي، وقد تصل الي معلقة كاملة وفي اليوم الثاني نكون قد نسيناها، وبدأنا في قصيدة أخرى جديدة، وإذا فكرنا في تدوين هذا الكلام (الملخبط) كنا سنملأ ديوان شعر كبير.

كنا كذلك نقرض الشعر المستريح في وجبة الفطور التي عادة ما تكون فتة فول، كان منا من يبتدئ القصيدة بالبيت:

جهزنا صحن الفتة

والفول والزيت والجبنة

ويضيف إليه آخر

ومعاهو كمان طعمية

والسلطة معاها الشطة

ويضيف إليه آخر

ملينا بطونا شبعنا

عدمّنا الصحن الحتة

وبهذه القفشات كانت المرحلة الثانوية ممتعة، والزملاء تسود بينهم روح الفكاهة والمرح، ولا يمر علينا يوم دون أن يمر فيه موقف مضحك أو تحدث فيه طرفة، ومما ذكرني بموضوع الشعر المستريح هذا، أذكر مرة في إحدى القنوات العربية كان مقدم البرنامج يستضيف شاعراً،وطلب منه أن يسمعه مما كتب، وبعد أن وضع الشاعر نظارته وصلح القعدة، استعدل وقال:

نحنا أكلنا أكلتنا

وإنتو أكلتو أكلتكم

نحنا شربنا شربتنا

وإنتو شربتو شربتكم ..!

بعد أن إنتهى لم أتمالك نفسي من الضحك، لأن شعره هذا مستريح للآخر، وإذا لاحظت أن هذا الشاعر كانت مرتاحاً تماماً في (نجِرْ) هذه الأبيات، فشعرنا أيام زمان كان قريباً من هذا.

وفي أيام الجامعة كذلك كان لدينا نوع من الشعر المستريح، وهذا يتم قرضه في الداخلية، حيث تتجمع شلتنا ومع عدم الموضوع كانت تأتينا (كديسة) الشعر المستريح، حيث كنا نؤلف شعراً موزونا على لحن بعض الأغاني المعروفة ،وبما أن الداخلية لا يوجد بها غير الفول، كان الزملاء يقرضون شعراً على وزن (عيش معاي الحب) نقول: أكل معايا الفول .. قرض معاي عيشاتي .. خليني أنسى كباب .. واللحمة والشيات .. وأيضاً على وزن (الفينا مشهودة) : القدرة مشدودة .. إلا عاجابانا الكوارع .. والشية مفقودة .. والحلة بنسوطا .. بنجيب الصحن .. ونقطع الفتة .. في ثواني معدودة .. نعدمو الحتة .. والرايقا بنجوطا .. ومافي وسطنا زولاً .. ما اتملت كرشو .. بالفول والرغيف تلقانا نتعشو .. وموية الفول دي كيف أنحنا بنفوتا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق