الخميس، 7 يناير 2010

حكاية الموية والموبايل العجيب

نعود لـ (الموبايل العجيب) مرة أخرى ولكن هذه المرة في مهمة جديدة، التقينا به قبل ذلك - في هذه المدونة - عندما كان الموبايل يقطع البصل وينتظر سيد اللبن، ويقوم ببعض الأشياء الأخرى، ولكن هذه المرة الموبايل العجيب سيخرج من المطبخ ويدخل في مهمة سامية، المهمة الجديدة لـ(الموبايل العجيب) عجيبة كسابقتها.!!

سؤال: ما هي العلاقة بين الموبايلات والمياه؟! .. بالطبع لا توجد علاقة قريبة ظاهرياً، ولكن الموبايل العجيب فعلها، صار هو العلاقة ذاتها.!!

(1)

هل سمعت يوماً ما بـ (ضغط المياه)؟! ..أو (عَصْر المياه)؟!.. لا أقصد بـ ضغط المياه ذلك الضغط الذي يجعلها تندفع بقوة، ولا أقصد بـ عصر المياه الذي يُفهم كـ (عصر الانترنت) أو (عصر السرعة) وغيره؛ العَصْر والضغط الذي أعنيه هو: أن نضغط ونعْصِر مياه صهريج كبير في كباية شاي صغيرة!! .. نعم هذا هو العصر الذي أعنيه.!!

(2)

أكد العلماء بما يقطع مجالاً للشك بأنه من المستحيل أن نضغط المياه بهذه الصورة، ولكننا نتحدث عن مستقبل بعيد، فـ في ذلك الزمان طوّر علمائنا مهام (الموبايل العجيب)، فصار يضغط المياه، ويقوم بهذه المهمة بكل سهولة.

دعونا نتخيل أنه أمكننا تعبئة صهريج ماء كبير داخل موبايل صغير، وحتى لا تقول لي من المستحيل حمله بهذا الوزن الثقيل، سأقول لك:

- أن وزن الموبايل هو نفس وزنه القديم، الذي هو أثقل من الليمونة بقليل، وأن المياه عندما تخرج منه تعود لحجمها ووزنها السابق، أي بحجم الصهريج، لا تندهش فـ الناس في أيام الجاهلية؛ إذا رحلت لذلك الزمان وأخبرتهم أنه هناك شيء اسمه الطائرة، ينقلك من سوق عكاظ إلى سوق ليبيا (عندنا هنا) في ساعتين، توقع أن يستل سيفه البتار ، وينظر إليك شذراً ويقولك لك بحدة:

- أظنك قد جننت يارجل.!!

(3)

نعود لموضوع الموبايل العجيب وضغط المياه، الموبايل العجيب يحمل بداخله فنظار مياه، وبه ماسورة صغيرة للتحكم في اندفاعها، تخيل أن الكل يحمل في جيبه موبايل به هذه الكمية من المياه، هذا يعني أن كل فرد يحمل في جيبه عربة مطافئ، يعني لو كان هناك ثمة دخان يطلع من شباك منزل ما، حتى وإن كان دخان بصلة احترقت، سيفعل الجيران والمارة بهذه المنزل ما يفعله القاش بـ كسلا عندما تهطل أمطار غزيرة في الهضبة الأثيوبية!!.

(4)

إذا كنت مزارعاً يمكنك أن تروي حواشتك حتى النخاع، وستستريح من حكاية الترعة ما فتحوها، و(أبو سبعين) مالو ما عارف، فـ بدلاً عن الطلمبات، والري الفيضي والانسيابي والذي منه؛ سيكون هناك ما يسمي بـ (الري الموبايلي)، أي الري بواسطة (الموبايل العجيب)، إنه ريٌ لا تشقّ له الترع، ولا تقام له السدود، وهذا يعني أن عشرين موبايل عجيب يمكن أن يتكفلّوا بـ ريّ (مشروع الجزيرة) بأكمله، ثلاثون موبايل تكفى لـ زراعة كل شبر في (صحراء بيوضة) و(وادي المقدّم)، حتى وإن نزرعها كلها (موليتة)!! .. (هو نحنا خسرانين حاجة؟!).

(5)

(الموبايل العجيب) يمكن أن يعبأ نفسه بـِ نفسه، يشفط من النيل، من البحر، من المحيط، ومن أي مسطّح مائي، وبه إمكانية الشفط من على البُعد، أي يمكنه أن يشفط المياه من (بحيرة تنجانيغا)، وفيه خاصية تحلية المياه المالحة، ولديه القدرة أن يشفط من السحاب مباشرة، يعصره بداخله ويحوله إلى مياه!!.. ويمكن أن يصل لأبعد من هذا، (الموية دي هي ذاتا شنو؟.. ما ذرتين هايدروجين وذرة واحدة أوكسجين)، الموبايل العجيب سـ يشفط الهايدروجين من الشمس مباشرة، والأوكسجين متوفر بالمجان والحمد لله، وبهذا يمكن للموبايل تصنيع المياه داخلياً (من الهوا ساي)، (وتاني النيل بتاعنا ده كان نقص، نتمّو بي موبايلاتنا دي.)!!

(6)

هناك تداعيات أخرى لـ دخول الموبايل العجيب في مجال المياه، سيتم قفل هيئة مياه المدن، وبدلاً عنها ستكون هناك (هيئة مياه الموبايل العجيب)، سيتغير منظر الكافتريات، بدلاً عن الحافظات المكتوب عليها (برتقال، ليمون، جوافة،… )، مكان كل هذه الحافظات سـ يوضع موبايل واحد، بداخله كل أنواع العصائر الطبيعية، ولا يخلو من مديدة الدخن والبلح.!!

كذلك سيتغير شكل (سبيل المياه) المعروف بأنه عبارة عن (زيرين) فأكثر، مربوط بهما (كوز به عدد من الثقوب يتدلى من جنزير طويل)، سيكون السبيل الجديد عبارة عن موبايل تتفرع منه عدد من المواسير التي تضخّ المياه المثلّجة وبعض العصائر الباردة.!! .. (تذكر أنها هذا سبيل ليس إلاّ)!

(7)

في الريف والقرى البعيدة، لن تر بعد الآن منظر فتاة القرية وهي تركب حمارها وتحمل باقتين على جانبيه، وتتجه بعدها نحو الترعة أو البئر أو الحفير لجلب ماء، بعد ظهور الموبايل العجيب سيتغير المنظر، فـ هذه الفتاة سـ تركب حمارها نعم!!.. وستتجه نعم!!.. ولكن ليس إلى الترعة؛ بل نحو موبايل عجيب كبير بـ (حجم قروي)، تشرب منه كل القرية، وبه من المياه ما يعادل آلاف الصهاريج.!

الأسر المقتدرة في الريف يمكنها أن تمتلك موبايل خاص سعة واحد فنطاز تشرب منه، وتسقى أغنامها وأبقارها ودجاجها، وما يفيض عن ذلك يمكن أن تروي به الحواشة.!

(8)

سيتطور الأمر بعدها حتى يصل إلى مرحل تنزيل المياه في الموبايل العجيب بـ (الاسكراتشات!!)، نعم وسيتم هذا الأمر بأن تكشط رقم كرت شحن المياه وتنزله في الموبايل لتجد أن رصيدك من المياه قد إرتفع إلي عشرين صهريجاً!!.. وسيتبع ذلك أيضاً تحويل المياه مثل تحويل الرصيد تماماً، وكذلك يمكن تحويلها بـ البلوتوث، حتى أن مفهوم رسائل الموبايل القديمة سيتغير، توقع أن يرن جرس الموبايل معلناً وصول رسالة، وعندما تفتحها تفاجأ بأنها عبارة عن كباية عصير أتتك من أحد الأصدقاء.!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق